سنوات وسنوات تمر.. والقطار يمر بنفس الطريق.. والصورة من نافذته لم تختلف كثيراً!! - كنا نركب تاكسى، وتألمت صديقتى من تخبطنا فى مطبات الطريق، وقالت متحسرة، «خسارة الطريق أصبح سيئاً؟!» فأجبتها مندهشة لكلامها: ومتى كان الطريق صالحاً للسير؟!..
كنا يوماً فى لقاء مع المحافظ وصعدنا لقاعة الاجتماعات بمبنى المحافظة - من سلم غير الذى يصعد منه السيد المحافظ لمكتبه - واندهشت من كم الزبالة التى تشوه المكان، ومياه الصرف التى فاضت على الطرقات من دورات المياه!! وضحكت فى أعماقى وأنا أستمع لخطاب السيد المحافظ فى اجتماعه بنا وهو يحثنا على نظافة المؤسسات التى نعمل بها!! وأنه لن يتهاون فى عقاب المقصرين!!
وتساءلت - مع نفسى طبعاً - كيف؟ كيف يمكنه ذلك وهو لم يكتشف حقيقة المبنى الذى يعمل به؟! مبنى نصفه حديقة وأثاث وتحف والنصف الثانى مقلب زبالة ومستنقعات صرف صحى.. إننا نعيش بنصف ما نرى.. والمسؤولون الذين يتغنون بما أنجزوه من تقدم وتطور لم يخطئوا التعبير ولا خانتهم عيونهم.. لكنهم لم يروا إلا نصف الصورة - الجميل منها بالطبع !! ومعظم الشعب يعيش بالنصف الآخر من الصورة - النصف السيىء والمشوه - ويتوالى الوزراء على الوزارات وكأنهم أقراص مسكنة..
ويأتى الوزير وتسوء الصورة، وتعلو الأصوات منددة بقصور الأداء، ونسمع الوعود والتلميحات بالتغيير.. ويأتى وزير آخر مسكناً لآلالم الشعب.. وتجلس العيون تراقب الأداء .. وتمضى السنوات قبل أن ندرك أنه لا فرق بين ما مضى وما هو آت!! وكأنها سياسة مرسومة.. ألا نفعل شيئاً.. وأن تسوء الصورة.. وأن نصبح فى قاع التاريخ!!.. ونسير بقطار الحياة على قضبان إلى مجاهل لن تصل بنا إلى شىء.. ليت هذا القطار هو الآخر يخرج عن قضبانه.. ربما ساعتها ندرك كيف نجد الطريق الصحيح؟!
توقيع : |
عفوا صاحب الموضوع تعب في احضار الروابط هذه فيرجى منك الرد على موضوعه لترى الروابط تقديرا له ولترى الروابط رٌد باستخدام الوضع المتطور للردفقط جروب اجمل صحبةانتظروا عودتة من جديدقلمك يسعدنا وانضمامك الينا يعطني قوة كان حلمنا وطن عربي واحد يجمعنا كلنا ..........ولسة الحلم معكم ها نحلمةوبيكم ها يجي يوم ونحققة |